(سيناريوهات نهاية #عاصفة_الحزم) انعكاسات تنصل تركيا وباكستان من التحالف السني الذي تقوده السعودية




(سيناريوهات نهاية #عاصفة_الحزم) انعكاسات تنصل تركيا وباكستان من التحالف السني الذي تقوده السعودية
(سيناريوهات نهاية #عاصفة_الحزم)   انعكاسات تنصل تركيا وباكستان من التحالف السني الذي تقوده السعودية
دنيا الوطن - اياد العبادلة

مضى أكثر من أسبوعين على ضربات عاصفة الحزم للحوثيين ,وبحسب المعطيات الميدانية فإن العاصفة أدت إلى إضعاف القدرة الصاروخية التي بحوزة الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي يقاتل بنصف الجيش ومعداته إلى جانب الحوثيين ويحاول السيطرة على اليمن بالإنقلاب على الشرعية ,وفي المقابل وبرغم ضربات التحالف المستمرة إلا أن التمدد الحوثي على الأرض وسيطرتهم على المدن والمناطق تزيد يوما بعد يوم.

السعودية بأمس الحاجة الى دعم عسكري لتغطية أجواء اليمن وتغطية كافة المناطق اليمنية وتوقعت أن تساندها باكستان وتركيا في عاصفة الحزم ,لكن سرعان ما تبين أن الموقف الباكستاني تركز في حالة الدفاع عن الأراضي السعودية ضد أي عدوان وليس تحالف معها في الهجوم على اليمن أما تركيا فموقفها تمثل بالتوازن وكان مقاربا من الموقف الإيراني.

لماذا تنصلت باكستان وتركيا من التحالف ؟ وهل تنصل باكستان وتركيا من التحالف سيمكن السعودية من إستكمال حربها على اليمن والاستعداد للحرب البرية ؟ أم سيقودها الى الإكتفاء بالضربات للضغط على الحوثيين من أجل العودة لطاولة الحوار؟.

باكستان

بالإشارة إلى تنصل باكستان من التحالف فسر أستاذ العلوم السياسية والخبير في الحركات الإسلامية د خالد صافي أن القرار الباكستاني فسر خطأ بالنسبة للمراقبين ,لافتا إلى أن باكستان قالت: "سندافع عن وحدة التراب السعودي" ولم تقل سنشارك في عملية هجومية للسعودية ضد الآخرين.

ولفت إلى أن القرار الذي إتخذ في البرلمان الباكستاني برغم موافقة رئيس الوزراء للمشاركة في التحالف السني الذي تقوده السعودية بعدم الموافقة غير كل الحسابات السعودية ,والتي كانت تتوقع مشاركة فاعلة من باكستان خصوصا في الوقت الذي أغدقت فيه السعودية مليارات الدولارات لدعم باكستان وحصولها على القنبلة النووية.

المحلل صافي أشار إلى أن باكستان كان لها حسابات أخرى غير الذي توقعتها السعودية ,مشيرا إلى أن العقائدية والمذهبية والحدود والجوار كانا على رأس أولوية الباكستان في قراراتها.

يقطن الباكستان أقلية شيعية تمثل 20% من تركيبة المجتمع الباكستاني والذي يبلغ تعداده 180 مليون نسمة ,إضافة إلى عدم الإستقرار التي تعاني منه داخليا ,بالاضافة إلى حدودها الطويلة مع ايران والهند وخصوصا إقليم "كشمير" المتنازع عليه بين الهند وباكستان ومشاكل التنظيمات الإسلامية المتشددة والجماعات المسلحة في أفغانستان ,كل ذلك يمنعها من المشاركة في أي تحالف من شأنه أن يعيدها إلى الوراء مئات السنين ويدمر حلم الدولة والقوة التي بنيت عليه.

وتوضيحا لأسباب إمتناع إيران وعدم مشاركتها في التحالف عدد الكاتب والباحث السياسي المختص في شؤون الجماعات الإسلامية د خالد صافي الموانع كالتالي :

السبب الأول ويتمثل في عدم الإستقرار السياسي التي تعاني منه باكستان بسبب الصراع الحدودي مع الهند وأفغانستان ونشاط الجماعات المسلحة على الحدود مع البلدين وخصوصا اقليم كشمير المتنازع عليه وتنامي الجماعات المسلحة والمتشددة في باكستان.

أما السبب الثاني ويكمن في نسبة الشيعة والتي تمثل 20% من المجتمع الباكستاني والذي يبلغ تعداد سكانه قرابة 180 مليون نسمة ,الامر الذي يمنعها من الدخول في تحالفات مذهبية للأسباب الآنفة ذكرها ,خصوصا وأن المذهبية "السنية" كانت طاغية على التحالف التي دعت له المملكة العربية السعودية.

بينما السبب الثالث أرجعه الكاتب إلى خوفها من طول الحدود مع إيران ,والتي من شأنها أن تقود إلى أطول صراع وتوتر على الحدود ,لافتا إلى أن هذا السبب يمنعها من الدخول في أت تحالف مذهبي قد يؤجج الصراع لديها من الداخل والخارج.

ويرجع السبب الرابع إلى حالة الإستقرار التي تتمتع بها باكستان حاليان بعد خروجها من صراعات وحروب وتحاول أن تنأى بنفسها عن الصراعات الخارجية والتدخل في الشؤون الداخلية أن الخوض في أي مغامرات خارجية سيكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل البلاد.

واتفق الكاتب والمحلل السياسي  المقيم في لبنان حسام عرار مع د صافي في أن رفض باكستان يعود لعدة أسباب أبرزها الحدود والتركيبة الديمغرافية وعدم استقرار دول الجوار ,لكنه حذر من إستمرار السعودية في عنادها والذهاب إلى حرب برية من مشاركة كلا من باكستان وتركيا.

ولفت إلى أن عدم مشاركة جميع الأطراف في الحرب على اليمن سيقود إلى توريط السعودية أكثر في مستنقع اليمن .

تركيا

وعن الأسباب الأساسية التي دعت تركيا للتنصل من التحالف التي تقوده السعودية وان تقف إلى الحياد بل تتبنى الموقف الإيراني الرامي إلى مشكلة اليمن بالطرق السياسية وليس العسكرية والحرب ,أوضح د خالد صافي أن حسابات تركيا مختلفة تماما عما كانت تعتقده المملكة العربية السعودية .

وأشار إلى أن منذ تولي حزب الحرية والعدالة في تركيا مقاليد الحكم بدأ يتجه إلى تحجيم المشكلات على الصعيد المحلي والدولي والجوار ,ومحاولة تأسيس علاقات إقتصادية مع كافة الجوار وخصوصا مع الخليج وإيران لتحسين المستوى الإقتصادي التركي.

ولفت إلى أن تركيا تبحث عن بناء إمبراطوريتها الإقتصادية ,لذلك فهى تسعى للإستقرار السياسي  ونجحت بفضل ذلك في إقامة علاقات إقتصادية مع إيران بالرغم من إعلان السعودية أنها شريك أساسي في التحالف ضد الحرب على اليمن.

الحراك الإقليمي وما سبقه من زيارات مكوكية بين السعودية وقطر وتركيا تركز بالأساس على محاولة قطر الرامية لتوحيد المعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لإسقاطه بكل السبل ,وتجلت النتائج واضحة بإسقاطهم لمدينة "إدلب" السورية بجهود توحيد المعارضة ,وأيضا التناغم بين تنظيم الدولة وجبهة لنصرة وتسهيل الأخيرة دخول داعش إلى مخيم اليرموك في سوريا والذي يعتبر خاصرة مدينة دمشق ,حيث شكلت الرسائل تهديدات واضحة للرئيس بشار الأسد بأنهم يستطيعون الوصول إليه في أي لحظة.

وأكد الكاتب والباحث السياسي د خالد صافي على أن أبرز الأسباب التي منعت تركيا من المشاركة في التحالف السني الذي تقوده السعودية تجلت في التبادل التجاري والإقتصادي بين البلدين وأبرزه

السبب الأول أن إيران تعتبر ثاني أكبر مصدر للغاز إلى تركيا وهو من المواد المؤثرة في نمو وتطوير الإقتصاد التي تسعى له تركيا.

بينما السبب الثاني تركز حول قضية العراق المعقدة جدا والدعم الايراني للنظام العراقي والميليشيات الشيعية على الأرض بالإضافة لدعمها النظام السوري وأن مشاركة في التحالف السني من السهل أن يقود إيران لإحياء قضية الأكراد التي سعت تركيا لإخمادها بكل السبل.

وأشار صافي في تحليله للموقف التركي إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجح في سعيه لإحتواء الصراع الكردي في تركيا ,لافتا إلى أن تركيا تحاول قدر الإمكان أن تلعب دور الوسيط ولا تريد أن تكون طرفا في أي صراع حفاظا على سياستها وإقتصادها ,مشيرا لذلك تحاول أن تلعب دور الوسيط وقد تساعد على إخراج السعودية من المأزق في حال تم توريطها.

الحرب البرية

يرى بعض المراقبين أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تضليل السعودية ومدها بمعلومات إستخباراتية غير دقيقة وهو الأمر الذي بدأت تتداوله المؤسسات الدولية بعد انتشار صور لسقوط عدد من الضحايا المدنيين وخصوصا من الأطفال اليمنيين.

وحول تطورات الأوضاع الميدانية المرتبطة بالحرب على اليمن ومدى إستمراريتها ,وهل من الممكن أن تتطور إلى تدخل بري قال الكاتب والمحلل السياسي د خالد صافي أن عدم مشاركة باكستان وتركيا في التحالف والحرب على اليمن من شأنه أن يضعف موقف السعودية الرامي إلى الدخول في حرب برية ,وأن تبقى في إطار الضربات الجوية إلى أن تعطي مصر القرار النهائي بإستعدادها للمشاركة في الحرب البرية على الحوثيين باليمن.

ومن جانبه حذر الكاتب والباحث حسام عرار من التوغل السعودي البري في اليمن لعدة أسباب أهمها الطبيعة الجغرافية والديمغرافية التي تتمتع فيها اليمن ,بالاضافة الى العادات القبلية ,لافتا الى أن قبيلة يمنية هاجمت موقع سعودي بعد ان سقط منها اطفال نتيجة غارات التحالف.

وتخوف من أن يتم تفسير الحرب اليمنية على أساس مذهبي ,لافتا الى أن ابعاد الصراع في الحروب المذهبية تمتد لسنوات طويلة.

مستقبل التحالف

وربط د صافي التوقعات بنجاح التحالف السني في القضية اليمنية بأن من شأنه أن يعطي السعودية دور أكبر في المشاركة في حل القضية السورية بالتدخل العسكري .

وأوضح أن نجاح أو فشل التدخل السعودي في اليمن سيترتب عليه انعكاسات سلبية أو ايجابية على الأزمة السورية وفقا للنتائج التي سيخرج بها التحالف من اليمن.

السيناريو الأخير

ورجح الكاتب والباحث السياسي د خالد صافي أن تستمر السعودية في الضربات الجوية على مفاصل ومعاقل الحوثيين والجيش اليمين الذي يتبع لصالح من أجل إضعافه ,والعمل على إضعافه وإخضاعه للمشاركة السياسية على طاولة الحوار والمفاوضات ضمن سيناريو سياسي يجمع كافة الأطراف والمكونات السياسية اليمنية لضمان توزيع الخارطة السياسية وفق السياسة الخليجية .

وتوقع الكاتب حسام عرار أن ينتهي السيناريو الأخير بعدما تصل السعودية إلى قناعة تامة بأن الضربات العسكرية ضد الحوثيين غير مجدية نتيجة الطبيعة اليمنية ,مضيفا: حينها ستلجأ السعودية إلى تركيا وعُمان لترتيب حوار غير مشروط  مع الفرقاء وكافة المكونات السياسية اليمنية لإدارة الصراع.

يشار الى أن عملية عاصفة الحزم التي تقوده السعودية وتحالف عشر دول خليجية وعربية بدأت في الخامس والعشرين من مارس الماضي وبحسب السعودية فأن عملية عاصفة الحزم قضت على كل أنواع الأسلحة الذي يمتلكها الحوثيين و التي تهدد أمن السعودية ,لكن اللافت في الأمن أن التطورات الميدانية تشير إلى تقدم الحوثيين ومعهم جيش علي عبدالله صالح ويسيطرون على مدن ومناطق جديدة في مختلف مناطق اليمن.

 



تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.

موقع اخبار ويب اونلاين

موقع اخبار ويب اونلاين يرحب بكم ، للمزيد تابعونا غبر فيسبوك وتويتر وجوجل بلاس