سبب تراجع أردوغان أمام مصر
نذ الثالث من يوليو/تموز 2013، وتشهد العلاقات المصرية-التركية حالة من الشد والجذب، بسبب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الدائمة التي تنال من الحكم في مصر ووصفه الدائم لنظام الحكم المصري بـ"الانقلابي"، وهو ما تأباه القاهرة وتعتبره تجاوزا وتدخلا غير مقبولا.
تراجعت نبرة أردوغان العدائية ضد مصر، في تصريحاته الأخيرة، فأردوغان الذي كان يشترط دوما وينادي بالإفراج عن الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، وإعادته للحكم، وعزل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تراجع في الفترة الأخيرة لتقتصر مطالبه على "الإفراج عن مرسي" دون التطرق إلى إعادته للحكم، وهو ما اعتبره البعض تراجعا ملموسا، ومغازلة سياسية ملفتة.
"نبرة تهدئة"
تباينت تفسيرات تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة؛ فالبعض يراها تحمل نبرة تهدئة وتراجع في الموقف، والآخر يراها تشددا في الموقف المعروف.
قال الدكتور محمد عبد الله آل زولفي، عضو مجلس الشورى السعودي سابقـا، إن السعودية ستبذل قصارى جهدها لإعادة العلاقات بين مصر وتركيا، مشيرا إلى أنه لا يرى تراجعا في تصريحات "أردوغان".
وأضاف "آل زولفي" لـ"دوت مصر": إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، "لن يرضخ" لمطالب أردوغان، فقرار الإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي متعلق بالقضاء المصري وهو ما لا يتدخل فيه السيسي مطلقا.
أما عضو مجلس الشؤون الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، فوصف تصريحات أردوغان بـ "التطور" في اتجاهاته السياسية، إلا أنه رفض وصفها بـ "التراجع" في مواقفه.
وأكد "حسن" في تصريحاته لـ"دوت مصر": أن "أدوغان" لا يزال يتدخل في شؤون مصر، متابعا:"الرئيس التركي لم يكف عن الاشتراط على مصر لإعادة العلاقات معها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد حدد 4 شروط لإعادة العلاقات مع مصر، أبرزها الإفراج عن مرسي والمعتقلين المعارضين ومنح مزيد من الحريات الحزبية وإعادة محاكمة سجناء سياسيين.
دور مهم لـ"عاصفة الحزم"
أضاف رخا أن "عاصفة الحزم" كان لها "دور في هذا التطور"، فقيادة المملكة العربية السعودية لهذه العملية العسكرية ساهمت فيما وصفه بـ"تغيير موقف تركيا فالمنطقة بأكملها تمر بمرحلة حرجة"، على حد قوله.
شعور بالعزلة
وتابع السفير المصري أن المؤتمر الاقتصادي الأخير الذي عقد منتصف مارس/آذار الماضي في مدينة شرم الشيخ، كان له تأثير كبير، قائلا: تركيا لها استثمارات كبيرة في مصر، وهو ما جعلها تشعر بالعزلة وأنها وحيدة، مما استدعى تغيير موقفها، وسياستها تجاه المنطقة ككل.
وأوضح السفير المصري أن باب مصر مفتوح للتصالح مع تركيا "شريطة أن تكف أنقرة عن التدخل في أمورها الداخلية".
"شو أردوغان" الإعلامي
من جانبه، قال الكاتب الصحفي الكويتي، مشعل النامي، أن أردوغان يتبع سياسة "الشو الإعلامي"، فتصريحاته كلها مجرد دعاية لنفسه ليس فقط تجاه مصر بل أيضا سوريا، على حد وصفه.
وتابع "النامي" في تصريحات عبر الهاتف من الكويت، أنه رغم تصريحات الرئيس التركي المنددة بالرئيس السوري بشار الأسد، فإنه لم يتخذ خطوة واحدة على أرض الواقع، على حد وصفه، متابعا: وبالمثل لن يتخذ خطوات بالنسبة للتصالح مع مصر فسياسته متعجرفة".
أما عن تأييده لـ "عاصفة الحزم"، أكد "النامي" أن أنقرة أيضا تتبع سياسة مزدوجة تجاه العملية العسكرية التي تقودها السعودية، مستكملا حديثه: تارة تعلن دعمها للعاصفة، وبعدها مباشرة يتوجه لإيران ويعقد معها عدة صفقات.
وساطة سعودية مرتقبة
حول مبادرات الصلح بين النظامين التركي والمصري، قال الكاتب الصحفي إنه لا يستبعد أن تتخذ الرياض موقف الراعي لـ "مصالحة مرتقبة" بين القاهرة وأنقرة، مشبها الموقف بوساطة المملكة في عهد العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لعقدمصالحة مصرية – قطرية.
سخط إخواني
ونقلت مصادر إعلامية تركية مقربة من جماعة الإخوان تصريحات منسوبة لأحد أعضاء "تحالف دعم الشرعية" المصري الذي تأسس عقب الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013، وصف فيها تصريحات "أردوغان الأخيرة" بـ"المتواضعة"، وقالت المصادر: لقد بدأ أردوغان سياسة الغزل لمصر وللسيسي، وتعد تراجعا في الموقف التركي ودوره في دعم الشرعية.
نقلا عن دوت مصر